أثر النهضة التعليمية في الأدب :
تأثير النهضة التعليمية في الأدب :
تعددت جوانب تأثير النهضة التعليمية في الأدب :
أولا: كان لانتشار التعليم الفضل في محو أمية عدد كبير من أبناء الشعب :
فتهيأ السبيل لظهور القراء الذين يطلعون على ما ينتجه الأدباء من شعر أو نثر، فبالقراء يحيا الأدب ويزدهر، ويتنافس الأدباء في الإجادة طمعًا في مخاطبة قرائهم الذين يوازنون ويفحصون فيعجبون أو يستهجنون ويوافقون أو يخالفون، ويحرص كل أديب على أن يكون في موضع التقدير والذيوع بين القراء.
ثانيًا: كانت المدارس والجامعات هي الأرض الخصبة التي تنبت النابغين :
حيث كانت المدارس والجامعات هي الأرض الخصبة التي تنبت النابغين، وتربي الموهوبين في شتى مجالات المعارف والثقافات خاصة الأدبية ففي هذه المدارس والجامعات تخرج كثير من الشعراء والكتاب وكان بعضهم يجمع بين قدرته الأدبية وقدرة علمية أخرى ...
فهذا شاعر طبيب وذلك شاعر مهندس، وآخر شاعر عالم بالزراعة والنحل والحشرات، وهناك كاتب مقال سياسي، أو كاتب مبدع من ناحية، ومترجم للآداب العالمية وباحث فيها من ناحية أخرى.
ثالثا: تميزت دراسة الأدب بجميع فروعه بالمنهجية والتنظيم العلمي :
حيث تميزت دراسة الأدب بجميع فروعه في المدارس وفي الكليات المتخصصة بالمنهجية والترتيب والتنظيم العلمي ، فطالب الأدب في المدرسة أو الجامعة لا يتلقى المعارف الأدبية جزافًا، أو أشتاتًا متفرقة ...
وإنما يتلقاها في منظومتها المنهجية، ومقرراتها التي قد تتابع زمنيًا أو تتابع بحسب المواقع الجغرافية، والأقاليم، أو بحسب الظواهر أو المدارس الأدبية، وتقوم على اختيار مفردات المقرر لجان علمية، وأساتذة خبراء يراعون القدرات العقلية، والحاجات النفسية والتربوية لكل مرحلة عمرية.
رابعا: قامت الكليات الجامعية على رعاية البحوث الأدبية والنقدية :
حيث تقوم الكليات الجامعية على رعاية البحوث الأدبية والنقدية التي يتقدم بها الباحثون لنيل الدرجات العلمية، وتكوّن اللجان لفحصها والحكم عليها، وتعقد الحلقات العلمية لمناقشة هذه البحوث أو لمناقشة القضايا الأدبية التي تموج بها الحياة الثقافية خارج الجامعة، وتظهر في مؤلفات أو مقالات أو مترجمات، فتحرك بهذه المناقشات مواهب الطلاب وتوجهها، وتربيها.
خامسا: كان التعليم سببا للتقارب الثقافي بين البلاد العربية :
فكان التعليم سببا للتقارب الثقافي بين البلاد العربية، وأصبح النتاج الأدبي في إقليم عربي يُقرأ في الأقاليم الأخرى، وذاعت شهرة الأدباء المبرزين في جميع الأقطار العربية ...
وقد أدى هذا التقارب الثقافي إلى تحرر الفكر العربي من الجمود والتشرذم ، وأصبحت له شخصية مستقلة، وإن تعددت هذه الشخصية بتعدد الخصائص المتميزة لكل إقليم فجمع هذا الفكر بين الوحدة والتنوع في آن واحد.
سادسا : اتصل العرب عن طريق التعليم بالحضارة العالمية :
حيث اتصل العرب عن طريق التعليم بالحضارة العالمية وتفاعل الفكر العربي بالثقافات المختلفة، وخرجت الأمة العربية من العزلة والظلام وسيطرة التقاليد وثقل القيود إلى نور المعرفة والتجدد، وحرية التعبير والابتكار، وأدرك المتعلمون ما لدى أمم العالم من وسائل التقدم، وأساليب الفكر، وألوان الإبداع الأدبي وغير الأدبي ...
فحاولوا اللحاق بل حاولوا التفوق على أساس من الأصالة واعتبار الذات، ونجحوا في كثير من الأحيان حتى وجد بيننا العصر الحاضر من الأدباء والعلماء الذين تعلموا في مدارسنا وجامعاتنا من نالوا أعظم الجوائز العالمية في الأدب وفي غير الأدب.